وريدة.. قرية منسية!
عن صحيفة النور
الدكتور جودت سليمان
على بعد سبعة وعشرين كيلومتراً شرق مدينة حمص، تغفو تلك الوريدة مقهورة نتيجة الملل الذي أصابها منذ سنوات، فقد عجزت وفودها من المراجعات الكثيرة بشأن بعض الخدمات التي أصبحت من المنسيات والبديهيات في عالم اليوم. إذ إن ما بعدها من قرى وما قبلها كانت قد تمتعت بما هو لازم وضروري. أنتجت هذه القرية المنسية عدداً كبيراً من كوادر لهذا الوطن، أطباء ومحامين.. مهندسين ومربي أجيال.. ضباطاً وأساتذة جامعات وعدداً كبيراً من خريجي المعاهد العلمية والموظفين. ولو تم إحصاء هؤلاء الكوادر بالنسبة لعدد سكانها لكانت بكل تأكيد من أوائل المناطق العلمية في بلدنا الحبيب سورية. ومع كل ذلك، مازالت تفتقر إلى ما هو ضروري جداً للحياة اليومية: الهاتف، الذي وُعدنا به منذ سنوات تحت حجج وذرائع جمّة. مخجل جداً أن توجد قرى كهذه القرية بهذا القرب من ثالث أكبر مدينة في سورية سكاناً، وأولها مساحة وتفتقر لهذه الخدمة! بدأنا بالتعويض عن ذلك مجبرين باحتواء الموبايل، فقط للاطمئنان عن ذوينا وكهولنا، على اعتبار أننا نسكن المدينة بسبب أعمالنا. لكن ذلك لم يفِ بالغرض على اعتبار أن التغطية الخليوية ماشاء الله تبحث عنها بالمجهر. بعد عراك طويل نجحنا بإقامة بداية للصرف الصحي في القرية، وبعد أن قام المتعهد بأعماله الأولية وردم المجارير، ازداد الطين بلّة، وصار من الصعب السير بالأزقة والشوارع عند حنوّ الله علينا بقطرات من المطر.. إننا بأمسّ الحاجة إلى تعبيد ولو شوارع "أزقة" رئىسية من جهة، وتأمين الهاتف الذي أصبح وجوده من الأمور الضرورية في المنزل. لم يكفِ هذه القرية مصائبها المذكورة، وإنما حطّت عليها مصيبة مكبّ القمامة لمدينة حمص في منطقة تبعد نحو 27كم إلى الغرب من قريتين صغيرتين هما الحميدية والميدان، وبعد احتجاج أهالي القريتين نقل المكبّ إلى غرب وريدة، إذ لا يبعد عنها سوى 500700 متراً! إن أهالي وريدة يناشدون المسؤولين لإنقاذ قريتهم والقرى المجاورة، ويطالبون بنقل هذا المشروع إلى صحراء المدينة المحافظة حفاظاً على نظافة البيئة وصحة المواطنين. ملاحظة: لقد أرفق مواطنو قرية وريدة كتابهم بصورة عن معروض مقدّم إلى محافظ حمص ومسجل في ديوان المحافظة تحت رقم 7599/ع تاريخ 25/7/2004
599/ الوريدة ليست من القرى المنسية... ولكنها كذلك!!
صحيفة الثورة
المصدر : عبد الرحمن الدباغ 06/05/2008
عمرها يزيد عن 150 سنة ... يسمونها وريدة تصغير لكلمة وردة، ولكنها أصبحت بنظر أهلها وردة تذبل نتيجة عدم الاهتمام الكافي بها... وهي تملك 36 ألف دونم، 24 ألف دونم مشجر، وتشتهر بزراعة الخضروات والزيتون واللوز، إنها قرية الوريدة التي اعتبرها أهلها من القرى المنسية. . “بلدنا”توجهت للقرية التي تبعد عن محافظة حمص 35 كم، والتقت بعض أهالي القرية الذين أرادوا نقل معاناتهم سرفيس واحد لألف شخص يعتبر الاتصال مع المدينة؛ صعباً من ناحية وسائل النقل حيث إنَّ عدد سكان القرية الذي يزيد على ألف نسمة، لا يتم تخديمهم إلا بسرفيس واحد مع بعض الميكروباصات المتعاقدة والتي تتوقف عند الساعة 3 ظهراً، والمعاناة تشمل جميع أبناء القرية وخاصة الطلاب، وحتى الأهالي العاملين في المدينة، وذكر الأهالي بأنَّ القرية كانت تعيش فترة جيدة سابقاً حيث كان كل ربع ساعة يأتي سرفيس، وذلك عندما كان خط الوريدة مندمجاً مع خط قرية الجابرية، مشيرين إلى أنَّ الحل لهذه المعاناة يكون بالعودة لدمج خط الجابرية مع الوريد. دون هواتف إذا تمكَّنت أخيراً من الوصول إلى القرية واستطعت الحصول على وسيلة النقل المناسبة، فعليك طبعاً الالتزام بالوقت؛ حتى لا تضطر لقضاء ليلتك هناك بعد انتهاء عمل هذه الخطوط، لأنه لن يكون بالإمكان أيضاً الاتصال بأي أحد لتأمين سيارة ما، لخلو القرية من الهواتف الأرضية ووجود إشارة الموبايل لشركة واحدة. فالقرية كانت ومازالت منذ أكثر من 15 عاماً دون هواتف أرضية، أو خليوية إلى أن تم في الفترة الأخيرة تركيب برج لإحدى شركات الخليوي الخاصة دون الأخرى، أما الهاتف الثابت وبعد مطالبات كثيرة ومعاناة طويلة حصلوا على وعود بتركيب هواتف أرضية، وخلال الفترة القريبة سيتم تركيب الهواتف الأرضية، بعد أن تم تركيب القرص، هذه الخطوة التي أبدى الأهالي خشيتهم من أن تطول مزيداً من الوقت. لامدرسة إعدادية أو ثانوية وبالنسبة للتعليم في القرية التي فيها نسبة كبيرة من أصحاب الشهادات الجامعية تعلموا خارج القرية، فقد أكد الأهالي بأنه يوجد ضمن القرية مدرسة إعدادية دون بناء نتيجة الخلل بالمخطط، لذا تم استئجار منزل كمدرسة إعدادية، كما يوجد مدرسة ابتدائية بحاجة لمزيد من الترميمات والتوسعات في الصفوف، وتحسين المرافق العامة فيها، وذكر الأهالي أنه خلال السنتين الماضيتين بدأت القرية تعاني من نقص المدرسين الذين بدؤوا بالهجرة إلى المدينة لعدم وجود حركة سير، وبالنسبة لحركة التعليم في القرية فهي تقتصر على 12 طالباً و 4 وكلاء، ومدرسين أصلاء، والمؤسف أنه بدأ طلاب المعاهد بتدريس مواد من غير اختصاصهم الدراسي. مشاكل داخلية أخرى بعيداً عن الاتصال مع العالم فالقرية تعاني من مشاكلها الداخلية المتمثلة بتفاقم مشكلة الصرف الصحي حيث تم تركيب خزان كامل للصرف الصحي بوسط القرية، ولكن دون معالجة لهذه المياه، التي بدأت تتسرب إلى الأراضي الزراعية، وتتحول إلى مصدر للروائح الكريهة والحشرات والتلوث، كما أن أهالي الوريدة استغربوا طلب بلدية عين النسر تسوية المنزل الذي يعود لـ 100 عام من أجل الحصول على ساعة مياه. وأشار الأهالي أيضاً إلى موضوع المخطط التنظيمي للقرية الذي اعتبروه إجحافا بحق المواطن حيث تم وضع مخطط تنظيمي بعيد عن واقع القرية، فمثلا تم وضع مدرسة في مكان لمجرى سيل، وهو أمر من غير الممكن أن يحصل، لذا قدَّم الأهالي أكثر من عريضة بهذا الموضوع مع اقتراحات بالأماكن البديلة لأن الأراضي والمساحات الواسعة البديلة موجودة، وحسب ما سمعنا أنه سيتم تعديل المخطط، ولكن نريد أفعالاً وليس أقوالا. لاتوجد نقطة طبية أو صيدلية وفيما يخصُّ قطاع الصحة فالأمر يحتاج لمزيد من الاهتمام حيث لايوجد في القرية أي نقطة أو مركز طبي أو صيدلية، ويتم الاعتماد في الحالات الطارئة على طبيب من أهالي القرية، وإن لم يكن موجوداً يتم الذهاب للقرى المجاورة، أو المدينة، وهو أمر سبَّب أكثر من مرة بتفاقم حالات العديد من المرضى، لذا أصبح إنشاء مستوصف من الضرورات الملحة. لماذا ندفع رسم نظافة ؟ استغرب الأهالي من طلب البلدية منهم دفع رسوم للنظافة، مع تأمين مكب للقمامة، باعتبار أن النظافة تعتبر شبه معدومة!! فكيف سيدفع الأهالي أموالاً للنظافة، وأما الكهرباء فطالب الأهالي بتركيب خزان للمنطقة الجنوبية أو توسيع للشمالية. واعتبر الأهالي أنَّ باقي الخدمات متوفرة حيث تحقق القرية نوعاً من الاكتفاء الذاتي بحيث لاتوجد أزمة خبز أو مازوت فهذه الأمور يتم تسهيلها بالتعاون مع كافة الجهات المعنية. مياه الشرب ملوثة!! ما يخصُّ موضوع المياه فقد أوضح الأهالي أنَّ المياه التي يتم شربها هي مياه الآبار التي تكون في كثير من الأحيان غير صالحة لسقاية المزروعات فكيف لشرب الإنسان، وتسببت بالكثير من الأمراض في الفترات الماضية للأطفال، ولكن لابديل عنها ولاتوجد مياه حكومية، التي تمت محاولات للمجيء بها عبر حفر بئر بكلفة كبيرة، لكن هذه البئر بدأت تتداخل مع بئر أخرى، فتسببت بملوحة زائدة منعت ربط المنازل بالمياه. للبلدية رأي رئيسة بلدية عين النسر دارين الحبيب التي تتبع لها قرية وريدة أوضحت أنَّ هذه قرية تعتبر من أكثر القرى المخدمة بالنسبة للقرى المحيطة بها، وفيما يخص المشاكل أوضحت رئيسة البلدية أنه بالنسبة للهاتف فدور رئاسة البلدية يقتصر على الإشراف على تنفيذ المشاريع التي تم فيها تركيب أبراج، وبالنسبة لقرار تسوية البناء قبل الحصول على ساعة مياه فهو تطبيق للقانون رقم 1الذي سيسري مفعوله على الجميع. وعن النظافة أوضحت أنه بعد أن تمَّ تأمين مكب في بلدة عين النسر عادت المشكلة من جديد بعد رفض أهالي عين النسر ونحن الآن بانتظار رد مديرية الخدمات الفنية على الموضوع. والطرقات هي أيضاً مسؤولية الخدمات الفنية، وأما بالنسبة للكهرباء فاعتبرت السيدة دارين أنها تعتبر من أكثر القرى مخدمة بالكهرباء، وفيما يخصُّ أزمة النقل أوضحت رئيسة البلدية أنه لامانع للبلدية من دمج خط الجابرية مع الوريدة بعد تقديم الأهالي طلباً رسمياً بذلك، وتطرقت السيدة دارين إلى أن القرية تعاني من نقص في الكوادر التعليمية كما القرى الأخرى وهي مسؤولية مديرية التربية التي أرسلت طلاب التربية إلى المحافظات الشرقية والشواغر موجودة. وعن النقطة الطبية أوضحت أنها باتنظار قرار رسمي من مديرية الصحة بعد إيجاد البناء المناسب، وهو بناء الجميعة الفلاحية، وبالنسبة للمخطط التنظمي أشارت رئيسة البلدية بأنه توقف، وتطلب من المواطنين التسريع بتوضيح موضوع الشيوع للأراضي بين البلدية والمواطنين، وختمت رئيسة بلدية عين النسر قائلة: نرجو من المواطنين الذين لديهم شكاوى أن يقدموها ضمن طلب رسمي للبلدية. وجهة نظر بعد طرح هذه المشكلات والمعاناة من يسمع صوت هؤلاء الأهالي، ويعمل على حل جزء من مشاكلهم؟ حتى تعود القرية كما تسمى وردة وليس تصغير وردة، بل لكي يعود أبناؤها إليها وتصبح الهجرة عكسية من المدينة إلى الريف بعد توافر بعض من الخدمات.. وجواب هذه الأسئلة نتركه برسم المعنيين أيضاً
في حفل استقبال بحمص بمناسبة الذكرى 48.. نمر: حزبنا أكثر تفاؤلاً بالمستقبل!
بقلم: النور
أقامت اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري في مدينة حمص حفل استقبال يوم الأربعاء في 22/10/2008، ألقى فيه الرفيق حنين نمر الأمين، الأول للحزب الشيوعي السوري، كلمة الحزب بهذه المناسبة. وحضر الحفل الرفيق معتصم بالي رئيس لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي، والرفيق غازي زعيب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي، والرفيقان سامي الطرشة وجبر العيسى عضوا قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي، والرفاق أعضاء فرع قيادة الجبهة الوطنية التقدمية، وممثلو الفصائل الفلسطينية وبعض أعضاء مجلس الشعب ونائب رئيس مجلس مدينة حمص، ورئيس وأعضاء فرع نقابة المحامين، وعدد من الأدباء والمثقفين والشخصيات والمديرين.
كُرّم في الحفل ستة رفاق قدامى، وأضفوا على الحفل طابعاً حميمياً وجميلاً.
وألقى الرفيق حنين نمر، الأمين الأول للحزب الشيوعي السوري كلمة هذا نصها:
أيها الحفل الكريم، ممثلو الفعاليات الحزبية والجبهوية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية، والقوى السياسية بمختلف اتجاهاتها، والهيئات الاقتصادية والاجتماعية!
أحييكم أجمل تحية باسم قيادة الحزب الشيوعي السوري، وأقدر عالياً حضوركم، الذي يزيدنا شرفاً وفخراً، هذا الحفل الذي نقيمه احتفاء بالذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس حزبنا الشيوعي السوري، حزب الجلاء والتحرير والمقاومة والوحدة، حزب التنمية الاجتماعية والاقتصادية، حزب الخبز والفقراء والكادحين والمنتجين والصناعيين الوطنيين، حزب التقدم والاشتراكية.
وأحيي من خلالكم جماهير حمص، التي كما هي في موقع القلب بالنسبة لسورية العربية، كذلك هي في موقع القلب بالنسبة لحزبنا. فقد قدمت منظمة حمص، خيرة قيادات الحزب العليا، وخيرة كوادره، وخيرة مثقفيه، وخيرة نقابييه، وخيرة شهدائه الذين نعتز بهم وبذكراهم العطرة.
ويأتي احتفالنا هذا العام وهو يحمل نكهة خاصة. فقد ارتدت على أعقابها تلك الهجمة الأمريكية الصهيونية على وطننا الغالي سورية. وانحسر مشروع الشرق الأوسط الأمريكي الكبير بقوة المقاومة الوطنية اللبنانية في حرب تموز عام 2006، وبقوة المقاومة الوطنية العراقية, وأذلت هيبة الجيشين الأمريكي والإسرائيلي في لبنان والعراق لأول مرة على هذا النحو.
ومايزال الصمود الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، يسطر أسطورة تلو الأخرى، وما يزال الإباء الفلسطيني يرفض الانصياع والاستسلام على الرغم من مرارة انقسام الإخوة، وفشلت كل المحاولات لعزل سورية وتطويقها وحصارها، وألقت بأطواق العزلة والحصار والتطويق في قلب المعسكر المعادي، وعادت هي لتمارس دورها المحوري الطبيعي في المنطقة، بفضل سياستها الوطنية الصامدة والثابتة على المبدأ بقيادة الرئيس بشار الأسد، وبفضل تحديها ورفضها الاعتراف بالعالم الوحيد القطب.
ولم يسقط المشروع العولمي الأمريكي على أعتاب وطننا العربي فحسب، بل أخذ وجه العالم كله بالتغير.
لقد صمدت إيران كدولة وطنية رغم كل التهديدات، وفشل احتلال أفغانستان،ونهضت روسيا كقوة عالمية كبرى بفعل استيقاظ كرامتها القومية، ويتحول العملاق الصيني الاشتراكي إلى مركز أساسي من مراكز القيادة العالمية.
ونشأ قطب قوي جديد في الحديقة الخلفية لأمريكا، وبعد أن كانت كوبا البطلة وحدها في المعركة، تحول وجه القارة الأمريكية وأصبح هناك ستة أنظمة شقيقة لكوبا، وطنياً واشتراكياً.
فأين هم الآن أصحاب نظرية سقوط الاشتراكية وزوال الشيوعية في العالم؟ أين هم الدمى الذين بشروا بهيمنة أمريكا والنظام الرأسمالي على العالم الى الأبد؟ أين هم الذين غيروا جلدهم وراحوا يتمسحون على أعتاب البيت الأبيض الأمريكي، أو يخترعون فلسفات وفذلكات منهزمة ومستسلمة؟
وتأتي الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة التي انفجرت في مركز القلب والدماغ للنظام الرأسمالي، لتعطي برهاناً جديداً على صحة الفكر الماركسي الذي تنبأ باستفحال أزمة هذا النظام دورياً، والذي مهما حاول تجديد نفسه والتكيف مع أزماته، فسيظل محكوماً بداء الأزمة حتى انهياره وانبثاق فجر عالم جديد خال من نهب ثروات الشعوب وقائم على المساواة والحرية والديمقراطية الحقيقية.
إن شعوب البلدان النامية تنزف دماً، وتدفع من لقمة عيشها ومجاعاتها ثمناً للنهب الإمبريالي لثرواتها، ومن هذه الشعوب شعوب أمتنا العربية التي تسرق مواردها النفطية وفوائضها المالية بالمليارات والتريليونات خاصة في دول الخليج، لتغذية رفاه البلدان الغربية ولحل أزماتها ومعالجة أمراضها المستعصية.
لقد صدق ما حذّرنا منه، إن شعار الاندماج بالاقتصاد العالمي، الذي رفعه بعض المترفين والمرتبطين بالشركات المتعددة الجنسيات في بلادنا، لن يجرنا سوى إلى الخراب واستيراد الأزمات، لقد رفضنا اقتصاد السوق الحر ونرفضه اليوم وغداً، ورفعنا بدلاً منه شعار الاقتصاد الوطني المنتج زراعة وصناعة وخدمات مفيدة، وتعددية اقتصادية، يتعاون فيه القطاعان العام والخاص، وفي ظل خطة تنمية اقتصادية واجتماعية واضحة بقيادة القطاع العام، تعتمد التخطيط، والأساليب العلمية الحديثة في إدارة الاقتصاد، بعيداً عن البيروقراطية الروتينية الجامدة وعن الفساد، وتنفتح على العالم الخارجي وتتعامل معه على قاعدة إنتاج وطني محمي وتنافسي في آن واحد.
ونشجع على الاستفادة من الرساميل الوطنية، واستعادة المهاجر منها إلى الخارج، ومن الرساميل العربية شريطة ألا تتجه نحو المضاربات العقارية التي ألهبت أسعار العقارات المحلية، أو نحو الاستهلاك الترفي الفارغ الذي يهدر الثروة الوطنية، ويؤدي إلى نشوء فئات اجتماعية طفيلية مترفة، وإلى تدهور الأوضاع المعاشية للجماهير الشعبية الكادحة التي تمثل أكثرية شعبنا،وإلى زيادة نسب البطالة وإحداث خلل عام في الاقتصاد الوطني.
ويحتاج شعبنا إلى مزيد من الحريات الديمقراطية، وإطلاق الطاقات الشعبية للوقوف في وجه نشاط الفئات والاتجاهات الظلامية، ولشق الطريق نحو المشروع النهضوي العربي الوحدوي والتقدمي، فالديمقراطية بهذا المعنى هي لنا، وليست علينا، وبوساطتها سنقوي وحدتنا الوطنية، ونتصدى لمشاريع الهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تطبخ في واشنطن وغيرها ضد سورية وباقي الشعوب العربية، وشعوب العالم النامي أيضاً.
إن حزبنا أكثر تفاؤلاً وثقة بالمستقبل من أي وقت مضى،فما كنا نظن أنه يحتاج إلى عقود طويلة من الزمن لكي يصحح التاريخ مجراه، هاهو ذا لم يحتج إلى أكثر من عقدين. ومع ذلك فالمعارك القادمة أخطر، والإنجاز الكامل لم تتحقق سوى بداياته بعد.
لقد أثبت التاريخ سخف الذين تنبؤوا بنهاية الأحزاب الشيوعية والاشتراكية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وأثبت حزبنا أنه يستمد أسس وجوده من تراب هذا الوطن الغالي الذي سندافع عنه حتى الموت، ومن معاناة العمال والفلاحين والمنتجين الوطنيين الذين ستبقى مصالحهم المشروعة أمانة في أعناقنا مهما كلفنا ذلك من تضحيات.
وعلى هذا الأساس يستقبل أعضاء وقيادة حزبنا العام الخامس والثمانين لتأسيس الحزب وكلهم عزيمة وثقة بتحقيق نجاحات أكبر في عمله وبتراص صفوفه، وبتطوير أوضاعه، وتقوية تحالفاته الجبهوية وصلاته السياسية، والعمل بجدية لوحدة الشيوعيين السوريين، ورفع مستوى أداء الحزب في خدمة الشعب والوطن.
مع شكرنا الحار لحضوركم واستماعكم.
لمحة عن الرفاق المكرمين
- الرفيقة لوردس السليمان ( أم جون)، من مواليد 1928 انتسبت إلى الحزب الشيوعي السوري عام 1950،شاركت زوجها في درب النضال، وعانت الكثير بسبب الملاحقات والضغوط التي مورست على الحزب. وكانت أماً لثمانية أولاد.واجهت الصعوبات بصبر وثبات. تعلمت القراءة في سن الستين وبدأت تقرأ جريدة الحزب. مازالت الرفيقة أم جون تعمل في منظمة الوريدة. وتقول دائماً (أي ولد من أولادي إن تنكر للحزب أو صرح بأنه غير شيوعي فهو ليس ابني).
- الرفيق عبد المجيد حداد من مواليد مدينة حمص عام 1932. انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري عام 1952. يعمل في حرفة النجارة. ونشط في العمل النقابي وانتسب إلى نقابة عمال الموبيليا. واعتقل في عهد الشيشكلي بسب نشاطه النقابي. مارس نشاطه الحزبي في منظمة باب السباع ومازال مستمراً ويشغل عضو لجنة فرعية في المنظمة.
- الرفيق سليم الصويص من مواليد 1932. انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري عام 1970 ويعمل مزارعاً في مدينة تلبيسة، ومازال عضواً في منظمة تلبيسة.
- الرفيق سليمان جلحوم من مواليد عام 1932. انتسب إلى الحزب عام 1953. يعمل مزارعاً في قرية فيروزة، ومازال مستمراً وينشط في منظمة فيروزة.
- الرفيق صبحي إسماعيل من مواليد عام 1947، عامل في مؤسسة مياه حمص. وحالياً متقاعد. انتسب إلى لحزب عام 1978، ومثل الحزب في نقابة الدولة والبلديات. ومازال عضواً في منظمة الخالدية.
- النقابي بديع البواب من مواليد 1922. انتسب إلى الحزب عام 1946 في منظمة الحميدية، وشارك في تأسيس نقابة البناء والأخشاب. واستمر في العمل النقابي حتى عام 2002.
Blood Pressure : Blood press chart
(AMypeeagehesia, 1. 10. 2018 6:02)